تم تأسيس المركز المتوسطي للدراسات القانونية والقضائية باعتباره جمعية مستقلة غير ربحية، وفقاً لمقتضيات الظهير الشريف رقم 1.58.376 الصادر بتاريخ 15 نونبر 1958 بشأن تأسيس وتنظيم الجمعيات، كما تم تعديله وتتميمه. ويأتي هذا التأسيس في إطار دعم البحث العلمي وترسيخ الثقافة القانونية والفقهية وتعزيز إشعاع المعرفة القانونية، وذلك من خلال خلق فضاء مؤسساتي منفتح ومستقل يعكف على دراسة القضايا القانونية والقضائية بمقاربة علمية دقيقة ومواكبة للتحولات الوطنية والدولية.
وفي هذا الإطار، يضطلع المركز بدور فكري وعلمي في مجال البحث القانوني، إذ يعمل على إعداد الدراسات المتخصصة، وتنظيم الندوات والملتقيات العلمية، والورشات والدورات التكوينية، بهدف النهوض بالفكر القانوني وتطوير قدرات الباحثين والممارسين والمهتمين. كما يساهم، في السياق ذاته، في إغناء النقاش العمومي حول قضايا العدالة وحقوق الإنسان والحكامة، ويُعزز نشر المعلومة القانونية عبر آليات مؤسساتية تروم اليقظة القانونية والتوجيه العلمي.
وتأسيساً على ما سبق، ينخرط المركز في مجالات متعددة تتعلق بحقوق الإنسان والهجرة، من خلال الترافع العلمي لترسيخ مبادئ الكرامة والحماية ومناهضة الاتجار بالبشر والتطرف، كما يهتم بقضايا الأسرة والمرأة والطفل، من خلال تكريس مبدأ المناصفة والمساواة ومقاربة النوع، وتعزيز المصلحة الفضلى للأطفال وتمكين الفئات الهشة. علاوة على ذلك، يواكب المركز أوراش إصلاح منظومة العدالة، ويعمل على دعم مناخ الأعمال والاستثمار، والمساهمة في حماية البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية، وتشجيع الوسائل البديلة لحل المنازعات، وترسيخ العدالة المجالية والحكامة الرشيدة. كما ينخرط بفعالية في تنفيذ وتتبع برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انسجاماً مع أهدافه واختصاصاته.
وانسجاماً مع هذه الرؤية، يسعى المركز إلى تقوية قدرات الباحثين وتطوير كفاءاتهم من خلال برامج التكوين المستمر، سواء بالإمكانيات الذاتية أو في إطار شراكات وتعاون مع مؤسسات وهيئات وطنية ودولية. كما يحرص على تعزيز حضور المملكة المغربية في الملتقيات العلمية والدفاع عن ثوابتها ومصالحها العليا من خلال آليات الدبلوماسية الموازية. ويتولى تسيير المركز مكتب تنفيذي يتكون من رئيس ونائب له، وكاتب عام، وأمين مال، ومستشار، وذلك بما يضمن التدبير المؤسساتي الفعال وتحقيق الأهداف المسطرة في احترام تام لمبادئ الاستقلالية والشفافية والمسؤولية.