الدورة التكوينية السادسة حول موضوع: التربية على الحقوق البيئية داخل الجامعة

 23 فبراير 2024



الدورة التكوينية السادسة:

التربية على الحقوق البيئية داخل الجامعة

انطلقت أشغال الدورة التكوينية السادسة بكلمة افتتاحية للدكتور إبراهيم اشويعر الكاتب العام للمركز المتوسطي للدارسات القانونية والقضائية الذي رحب بالحضور وذكر بمشروع تعزيز حقوق الانسان وسيادة القانون وأهداف المركز ليمرر الكلمة بعد ذللك للدكتور ياسين الكعيوش استاذ القانون الخاص بكلية الحقوق بفاس، الذي قدم عرضه حول موضوع: " التربية على الحقوق البيئية داخل الجامعة ".

في بداية عرضه وبعد توجيه الشكر للمركز والتنويه بالأنشطة النوعية التي يقوم بها المركز المتوسطي للدراسات القانونية والقضائية، عرف بالحق في البيئة على ضوء الإعلان الصادر عن مؤتمر البيئة البشرية الذي انعقد في ستوكهولم بالسويد سنة 1972  بأنها: " كل شيء يحيط بالإنسان سواء كان طبيعيا أو بشريا، ويتكون هذا المحيط من نوعين :

عنصر طبيعي: يضم الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات وغيرها من الكائنات الحية وموارد طبيعية وكذلك الأنظمة البيئية، من هواء وماء وتربة ومواد عضوية وغير عضوية.

عنصر غير طبيعي: ويشمل كل ما أدخله الإنسان إلى البيئة الطبيعية من منشآت ثابتة وغير ثابتة وطرق وجسور ومطارات ووسائل نقل وما استحدثه من صناعات ومبتكرات وتقنيات".

وعلى مستوى التشريع المغربي أضاف الأستاذ المؤطر بأن المشرع المغربي أعطى تعريفا واسعا للبيئة ، عندما نص في المادة 3 من القانون المتعلق بحماية واستصلاح البيئة 11.03 بأنها "هي مجموعة العناصر الطبيعية والثقافية التي تمكن من تواجد الكائنات الحية والأنشطة الإنسانية وتساعد على تطورها...إلخ".

1.     علاقة الانسان بالبيئة ورهانات التربية البيئية

تطرق الأستاذ في معرض مداخلته أيضا إلى العلاقة التي تجمع الإنسان بالبيئة حيث أقر بأنها مرت بمرحلتين:

-         المرحلة الأولى: من بداية العيش على الكرة الأرضية إلى ما قبل الثورة الصناعية، حيث كانت العلاقة يسودها الاستقرار والتعقل ومراعاة حقوق الآخرين، حيث استفاد الإنسان من العناصر البيئية الطبيعية التي تخزنها الأرض، دون الإضرار بها ولم يحدث آنذاك أي خلل في الأنظمة البيئية.

-       المرحلة الثانية : فمن بداية الثورة الصناعية القرن 18 (1750م)  إلى وقتنا هذا، حيث رافقها الانتقال من مجتمعات زراعية إلى مجتمعات صناعية تعتمد على التطور التكنولوجي واستهلاك الموارد الطبيعية وإقامة المحطات النووية ببعض الدول، وغيرها من الأنشطة البشرية التي أدت إلى تدهور البيئية، وبذلك أصبحت العلاقة بين البيئة والإنسان يشوبها العديد من المشاكل والاضطرابات، فتجاهل الإنسان حق الآخرين في بيئة سليمة؛ حيث لوث الماء والهواء والتربة واستنزاف الثروات، وساهم في العديد من المشكلات التي تؤثر على النظام البيئي، وتهدد استقرار الإنسان وممارسة حياته بشكل طبيعي وصحي.

2.     مداخل تعزيز التربية على الحقوق البيئية بالجامعة

تطرق الأستاذ أيضا لمداخل تعزيز التربية على حقوق الإنسان بالجامعة وهي:

-       الجيل الأول من حقوق الانسان : يتمثل في الحقوق المدنيّة والسياسية المرتبطة خاصة بالحريات، وتشمل الحق في الحياة والحرية الفردية وحرية الرأي والتعبير والتفكير والعقيدة والتجمع.

-       الجيل الثاني من حقوق الانسان :  يشمل الحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، مثل الحق في الغذاء والصحة والتعليم والمأوى والعمل والملكية، وهي حقوق تتطلب تدخلا إيجابيا من الدولة لضمانها.

-       الجيل الثالث من حقوق الانسان : يشمل حقوق البيئة والتنمية البشرية، ويسمّى كذلك حقوق التضامن أو حقوق الجماعات أو الحقوق التكافلية، وهي الحق في العيش بسلام والحق في بيئة سليمة والحق في التنشئة والحق في التراث المشترك للإنسانية والحق في المساعدة الإنسانية.

-       وقد ذكرت هذه الحقوق في عدة وثائق مثل إعلان ستوكهولم للبيئة في 1972 والصادر من مؤتمر الأمم المتحدة المتعلق بالبيئة البشرية، وإعلان ريو بشأن البيئة والتنمية في 1992 

3.     التربية على الحقوق البيئية

وفي معرض حديثه عن الحقوق البيئة والتي تعتبر من بين أهم مداخل التربية على حقوق الإنسان بالجامعة تطرق الأستاذ المؤطر للحق في البيئة من خلال الفصل 19 من الدستور المغربي " يتمتع الرجل والمرأة، على قدم المساواة، بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، الواردة في هذا الباب من الدستور".

ويتفرع عن الحق في البيئة السليمة :

-       الحقوق البيئية هي مجموعة من الحقوق التي تمكن الفرد في الوصول إلى بيئة نظيفة وصحية وآمنة، وتحقيق التوازن بين حقوق الإنسان وحماية البيئة. وتعتبر الحقوق البيئية جزءًا من حقوق الانسان وتأتي في إطار الجيل الثالث، وتهدف هذه الحقوق للحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.

-       الحق في المشاركة البيئية: يتضمن هذا الحق الأفراد في المشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالبيئة وفي عمليات التخطيط والتنمية المستدامة.

المبدأ 10 من إعلان ريو نص "" يجب أن يشارك بشكل فعال كل المواطنين المعنيين، حسب قدراتهم والوسائل التي يتوفرون عليها وفي نطاق المستوى الذي يناسبهم، في مسلسل اتخاذ القرار البيئي.

 نصت المادة الثالثة من قانون الإطار 99.12 على ضرورة المشاركة بقولها في الفقرة الأخيرة " لكل مواطن أو مواطنة الحق في: ... المشاركة في مسلسل اتخاذ القرارات التي من شأنها التأثير على البيئة".

-        إشراك المواطنين في تدبير الشأن البيئي يكتسي أهمية كبيرة في رفع الوعي البيئي لديهم وذلك من خلال اعتماد مقاربة تشاركية بيئية تساعد على التصدي للمشكلات البيئية التي يطرحها المحيط، فالمواطن اليوم أصبح مطالبا بتفعيل التنمية المستدامة بغض النظر عن المسؤولية البيئية، إذ أصبح ملزما بالانخراط في الايكولوجية المواطنة المتمثلة في مجموعة من القواعد السلوكية كفرز النفايات وخفض استهلاك الطاقة والمشاركة في صنع القرار البيئي.

كما ذكر الأستاذ المؤطر بأهداف التربية البيئية :

-       تعريف الأفراد بالبيئة الطبيعية التي يعيشون فيها ونظامها ونوعية العلاقة التي تربط بين مكوناتها المختلفة الحية وغير الحية

-       توضيح أهمية المصادر الطبيعية التي تعتمد عليها النشاطات البشرية اعتماداً كاملاً

-       المشاركة الإيجابية لبناء فلسفة بيئية متكاملة للأفراد تسمح لهم بحسن التصرف مع البيئة.

-       إدراك آثار المشكلات البيئة المستقبلية وأسلوب حلها.

-       إبراز مشكلة سوء تعامل الإنسان مع البيئة واستغلالها بالطرق  الخاطئة.

والتربية التي اكتسبها الطلاب حول البيئية تنعكس في المحافظة على البيئة وتحديد ممارسات الإنسان الخاطئة والسليمة في بيئته، والإبقاء عليها سليمة نقية معافاة أي اكتساب  (المواقف والقيم والسلوك) صديقة للبيئة.

4.     تعزيز الوعي البيئي والحقوق البيئية لدى الطلاب بالجامعة

-       الوعي البيئي لدى الطلاب يشير إلى مدى ادراكهم وفهمهم ووعيهم بقضايا البيئة وأهميتها داخل المجتمع، بما في ذلك معرفة التأثيرات السلبية للأنشطة البشرية وكيفية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية.

-       يعتبر الوعي البيئي أحد المكونات الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يتيح للأفراد اتخاذ القرارات الواعية بشأن سلوكياتهم واختياراتهم التي تؤثر على البيئة.

-       أنشطة وممارسات لتنمية الوعي البيئي

-       التعليم البيئي في المناهج الدراسية: يتم تضمين مواضيع ووحدات دراسية حول البيئة واستدامتها في المناهج الدراسية لزيادة الوعي البيئي لدى الطلاب منذ سن مبكرة.

-       الأنشطة الخارجية: تنظيم رحلات ميدانية وأنشطة في الهواء الطلق للتعرف على البيئة المحلية وتشجيع المشاركة العملية في أنشطة الحفاظ على الطبيعة.

-       الحوار والمناقشة: إجراء مناقشات وورش عمل حول مختلف القضايا البيئية، وتبادل الآراء والأفكار بين الطلاب حول كيفية التصرف بشكل مسؤول تجاه البيئة.

-       المشاريع البحثية والابتكارية : تشجيع الطلاب على إجراء أبحاث حول قضايا بيئية محددة أو تطوير مشاريع وابتكارات تهدف إلى حماية البيئة وتحسين استدامتها.

-       المشاركة في الحملات البيئية: مشاركة الطلاب في حملات التوعية البيئية والأنشطة المجتمعية المرتبطة بالحفاظ على البيئة.










أحدث أقدم